من عظيم فضل الله علينا أن جعل لنا مواسم للطاعات
وأزمنة للاستزادة من العبادات ومضاعفة الحسنات، وجعل لهذه الأزمنة من البركة والفضل ما يجعل تفويتها حسرة وخيبة على من أضاعها. ومن هذه الأزمنة شهر رمضان المبارك.
فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(أتاني جبريلُ ، فقال : رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين)
أي: خاب وخَسِر وذَلَّ وعَجَز ولَصِق أنفُه بالتُّرابِ كلُّ مَن أدرَك شَهرَ رمَضانَ، فكَسِلَ عن العِبادةِ ولم يَجتَهِدْ ويُشمِّرْ حتَّى انتَهى الشَّهرُ فلم يَظفَرْ ببرَكةِ الشَّهرِ الكريمِ ولم يُغفَرْ له.
الاستعداد لشهر رمضان
فإذا علمنا أهمية هذا الزمن المبارك؛ وجب علينا أن نحرص على الاستعداد له، وأن نسعى لاستقبال هذا الشهر الفضيل بأكمل وجه وأفضل حال، وأن نحسن في ذلك. ومن كمال الإحسان بعض ما سنورده في هذا المقال المختصر:
1- الإحسان في العبادات
ويكون ذلك بالحرص والالتزام على إصلاح النفس والمبادرة في حفظ الأوقات من الضياع، وإخلاص النية في الأعمال الصالحة كـ:
- الصيام
- القيام
- قراءة القرآن
- الصدقة
- صلة الأرحام
- الذكر
- الاعتكاف
وغيرها من الأعمال المباركة.
ومما يعين على ذلك الوقوف مع النفس وقفة صادقة وجادة، والاستعانة بما أمكن مما تتيحه التقنية الحديثة من تطبيقات تعين على إعداد جداول لختم القرآن أو الأذكار اليومية وغيرها.
2- الإحسان في المعاملات
ويكون ذلك باللين مع إخوانك المسلمين، ومراعاة أحوالهم وإعانتهم واحتساب الأجر في ذلك، وموادتهم والتواصل معهم ومبادرتهم بالإحسان والإهداء.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(تهادوا تحابُّوا)
وقال عليه الصلاة والسلام:
(حبب لي من دنياكم: الطِّيب)
فهو من أفضل ما يهدى ويقدم كهدية لأخ أو صديق أو قريب.
ختامًا
كل منا مطالب بتجديد النية والاستعداد لاغتنام مواسم البركات، والاهتمام بها وإفرادها وتمييزها عن غيرها.
قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-:
"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء".
وكان السلف إذا انقضى رمضان يقولون:
"رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر".
