المبخر: جزء من الأصالة والكرم والتراث

المبخر: جزء من الأصالة والكرم والتراث

حينما نتحدث عن التاريخ في شبه الجزيرة العربية، ستوقفنا حتمًا لحظات الكرم الخالدة والمواقف التاريخية بين القبائل والعشائر التي عاشت هنا منذ غابر الأزمان. وكيف أضحى تراثهم جزءًا أصيلًا من حاضرنا وعاداتنا، وكيف تركوا لنا إرثًا شعبيًا واجتماعيًا يمثل القيم النبيلة.

الضيافة والكرم

تمثل الضيافة وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه للضيف قيمة اجتماعية ثابتة في مجتمعات دول شبه الجزيرة العربية. توارثتها الأجيال عبر قصص وأساطير عن المبالغة في إكرام الضيف والاحتفاء به، حتى في مجتمعات كانت تمر بظروف شاقة وغير اعتيادية. وعزز ذلك ديننا الحنيف بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كانَ يُؤمنُ بِاللَّه واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ”.

دور المبخر في الضيافة

وعندما نعود للعناصر التي تمثل الغاية في الكرم، نجد المبخر حاضرًا وبقوة في هذه العناصر، لارتباطه بتقديم أنفس وأجود أنواع البخور للضيوف.

الكرم في الشعر العربي

يقول حاتم الطائي، رمز الكرم عند العرب:

وَلا أُزَرِّفُ ضَيفي إِن تَأَوَّبَني
وَلا أُداني لَهُ ما لَيسَ بِالداني

لَهُ المُؤاساةُ عِندي إِن تَأَوَّبَني
وَكُلُّ زادٍ وَإِن أَبقَيتُهُ فاني

ويقول الشاعر مصلح بن عياد:

العود الأزرق والشحم والفناجيل
اللي عليها الكيف الأشقر يزلي

ما هو خسارة في زحول الرياجيل
واللاش وابن اللاش جعله يولي

رمزية المبخر

ارتباط المبخر بكل هذه القيم والعادات يجعل له بالتأكيد مقامًا عاليًا في صدور المجالس، ويجعل منه رمزًا لا يغيب عنها، ليبقى شاهدًا خالدًا على أمجاد التاريخ، وليالي الحاضر، وحكايات المستقبل.

العودة إلى المدونة

اترك تعليقا

يرجى ملاحظة أنه يجب الموافقة على التعليقات قبل نشرها.